حين ألحت على الحكايات

آن لهذا الضجيج ان يخرج، آن للساكنين بداخل عقلى أن يتحدثوا إلى الآخرين كما يتحدثون إلى. ما استمعت إليه طويلا فى أيام الظهيرة الصيفية، فى تلك الحجرة الصغيرة ذات الشيش المغلق جزئيا. ما قالوه لى فى ليالى الشتاء والخريف الناعسة او حتى ليالى الإمتحانات العاصفة. أستمع إلى ضحكاتهم، آلامهم، تجاربهم، حكاياتهم. آلاف من التفاصيل الصغيرة والصراعات التى ألقوها إلى داخل رأسى و لم يمضوا بعيدا بل ظلوا قابعين بداخلها. يثرثرون معى جالسين أحيانا إلى جوارى على أريكه مريحه او منحشرين فى المترو بينى وبين السيدة الملتصقة بكتفى. سائرون معى فى شوارع القاهرة وطرقات المنزل والعمل. أحرك شفتى أحيانا وانا اتحدث إليهم، اجادلهم فيما فعلوا ويأنبونى على ما فعلت، حتى اكتفيت بهم عن البشر بكل صراعاتهم. يا ايها الطارقون على جمجتى من الداخل آن لحكاياتكم ان تخرج...